قصص من الديره - 2 -( الكشافه ) المصباح اليدوي

 بسم الله الرحمن الرحيم


استمرارا للسلسلة القصصية والتي أسميتها ( قصص من الديرة ) .. تذكرت قصه
جميله ومضحكه من قصص أهل أول  ويكثر قصصهم التي تفوح بعبق الذكريات والماضي
الجميل وهذه المرة أسميتها :


                 ( الكشافة ) أو المصباح اليدوي

حتى وقت قريب لم تصل الكهرباء إلى معظم قرى وهجر تهامة  , وكان الناس يعتمدون على
الاتاريك ( بالغاز ) والفوانيس  , والقازه ( علبة زيت فرامل خارمين الغطاء وحاطين فتيله وقاز)
وكانت امورهم ماشيه , واللي فاتح الله عليه مشتري ماطور (مولد) كهرباء وراص لمبات القلم
في البيت دير مادار ..
وقبل ذلك لم يكن هناك اصلا مواطير أو أي شي له علاقة بالكهرباء ( قبل أكثر من 40 سنه )
وفي تلك الفترة تبدا قصتنا 

         كما هي عادته واحد من الشباب في ذلك الوقت كان يروح السوق ( كل يوم خميس )
وفي السوق طبعا كان يلتقي الناس ببعضهم ويأخذون أخبار وعلوم بعض  , وكان السوق
بسيط في تلك الأيام  , وكانت سلعه محدودة ( الحبوب – المواشي – السمن والعسل ..)
وماكانت الأشياء الموجودة الآن .. موجودة في ذلك الوقت .. المهم الواحد من الشباب قابل صديق
له من ديره ثانيه وقال له :
- ياولد وش معك غاطسو ( غائب ) وماعد اشوفك  ..كل مانشدت عنك احد قال آ هو
في تاعك المدن  .

- الصديق : ايوا الله  .. سافرت عند خاليه في تبوك واني كتبت هناك عسكري... واني
أجازه .. وكان متشخص ومتعطر بعطر أبو حنش  ( كان أحسن عطر ذيك الأيام )
... وانته ايش سويت ..
 
- الواحد من الشباب : سوات الله أحسن .. اني مثل ما خبرتانيه ما تغيرت .
- الصديق : عندي لك عازه اشتريتها من تبوك واهي بتنفعك
- ابوالشباب : وش هيه
- الصديق : كشافه تتضوح ( ترى) بها في الضلمه ( الظلام)
خذها أبو الشباب ورجع بها البيت عند الكهله
- الكهله : تعت ( أحضرت) بللي وصيتك
- أبو الشباب : ايوا (نعم)  تعت بها كلها واني تعت لك بعازه  واهي تاعت لي هديه
- الكهله : وشنهي
- أبو الشباب : كشافه
- الكهله : وش تاعك ( تلك) الكشافة
- أبو الشباب : عشان تتضوحين ( تضيئين) بها بدال الفانوس وألا القازه
- الكهله : وكيف اقول بها ( اعمل بها) لو بغيت
- أبو الشباب : تقولين بها كذيه ( هكذا)
استأذن أبو الشباب من الكهله وقال لها سوف اذهب إلى فلان واسمر ( اسهر ) عنده الليه
وراح وخلى الكهله والكشافة ..   بس قبل ما يروح ولع لها الكشافة
... الكهله تستعرض بالكشافة , وطالعه نازله في البيت وكشافتها ماطفت .. المهم خلصت شغلها والحين تدور النوم ( كانوا ينامون من الساعة ثمانية العشاء ) ... بس إن الكهله ورطت وما تعرف كيف تطفي الكشافة .. حاولت تطفيها ماعرفت .. نفخت عليها ماطفت ( تحسبها فانوس )... وفي الأخير وبعد محاولات كثيرة لإطفاء الكشافة .. قررت إن تستخدم طريقتها الخاصة لمعالجة ألمشكله ... ايش سوت ؟؟؟؟؟
حطت الكشافة وقلبت فوقها الحله ( قدر الطبخ) وعلى بالها انها طفت الكشافة .
المهم جا (حضر ) أبو الشباب يمكن الساعة عشره ( كان يعتبر وقت متأخر من الليل ) وشاف نور من تحت القدر والكهله راقدة فوق الرعش ( البلكونه الواسعة في وقتنا الحاضر )
قام وطفاها .. ورقد .. وفي اليوم التالي سأ ل الكهلة وش معك ( ماذا بك ) البارح كبيت ( قلبت ) الحلة فوق الكشافة ؟؟
    الكهلة : والله يايبه ( تقال بما معناه يا ابني ) نفختوها وبخيتوها بماء وأبت تموت ( تطفئ) عودت كبيت فوقها القدر.. وبعدها صارت الكهله من أوائل مستخدمي الكشافة في الديرة وماحد قدها .
    اليوم تطورت الدنيا ووصلت خدمات الكهرباء لكل مكان وانتهى زمن الفوانيس وعرف الناس  قيمة هذه النعمة واكتشفت الكهله بأنه هناك تطور وحضارة صاحبت دخول الكهرباء إلى القرية (التلفزيون .. الدش.. الغسالة .....  الخ )
وانه لا حياة بدون كهرباء .. وأول طلب طلبته من ولدها ( مكيف جنرال ) 24 وحد


                    ارجو ان تكون اعجبتكم .. والى اللقاء في قصة جدي


                            اخوكم محمد هريش ..ابو سامي

الكهلة : والله يايبه ( تقال بما معناه يا ابني ) نفختوها وبخيتوها بماء وأبت تموت ( تطفئ) عودت كبيت فوقها القدر..



ماشاء الله عليها فطينه عرفت تتصرف.....ههههههههههه

والله انه مافي احسن من زمان اول...حياتهم جدا بسيطه

ولكن الاولين قدروا يواكبون ويتكيفون مع زماننا الحين

بدليل انه الكهله طلبت مكيف جنرال...ههههههه

الله يعطيك العافيه ابوسامي

وسلمت اناملك على ماخطته من ابداع والى الامام

شكرا على مرورك

مشكور على الموضو تسلم ايديك

شكرا موضوع رائع