قصص من الديره 5 - _( سكة سفر )

بسم الله الرحمن الرحيم

كماعودتكم في كل قصة .فان جزء منها حقيقي وجزء عبارة عن تكملة للموضوع تعطي القصة روح الفكاهة والضحك

وقصتنا اليوم هي كالتالي :

قبل الاربعن عام الماضية كانوا الناس يعانوا من مشقة السفر والانتقال من مكان الى اخر ولم يكن لهم وسيلة تنقل غير الحمير اكرمكم الله حتى الجمال لم تكن موجودة بكثرة ولم يكن هناك طرق معروفه للتنقل كما هو الان ولم يكن هناك سيارات سوى سيارات المرسيدس المصندق وكانت بمثابة النقل الجماعي الان للمسافات الطويلة بين المدن وكانت هناك سيارات جيوب الشاص والحبة وربع وتستخدم للتنقل من قرية لقرية وقضاء مشاوير السوق وتسويق العلف والغنم ، ومن دقم حارم ( جبل يستخدم كمحطة مغادرة وسفر ) تبدا قصتنا تجمع المسافرين وكان من ضمن المسافرين الى مكة مجموعة من القحامة والكهيل ( عجائز وشيبان ) علاوة على الدواب والسلع البسيطة

قالت كهله لقحمها ويش معىى ذلاه الناس ابطو (لماذا تاخر السائق )

قال القحم اهم يكاد نشبو راس خليج العمار(ممرللسيل لمزرعة اسموها العمار) وكان صعب العبور لارتفاعه

قالت الكهله شبتنا الشمس اوووه يايبه خاف انه مامعنا مصراح

قال القحم امتصو دمك دايم تقنين ( كلمة قوية تعني الجن )

الكهله اويه (لماذا) يمتصون دميه الا يمتصون دمك انته

القحم ياعيال تي الشيطان مابتقره الين اصلخ جلدها بعود سلمه حتين (حتى) يخضر معيها ( هذه المراه لاينفع معها الا الضرب )

وصل عطيه فوق حمارته ومعه شنطته الحديد (كانت حقيبة السفر قديما ) جاهز للسفروتتبعه كهلته وهي تبكي وهي تقول:

لاتنسى اللحده ( الشيء) تعال بها معك والمح ان كان لقيت طاقه صبوغيية ( نوع من القماش كان يفصل ملابس للنساء)

قارورة وازلين ( فازلين ) وعطرو ( وكان ابو حنش هو العطرالمشهور)

عطية : ماعليه

الكهله: والمح لي مرودو ومكحله

عطية : اهيه تبغى تكحل الكهله... ماعليه

الكهلة: وتعال بشكوه نحقن بها ( اداة من الجلد لخض الحليب وتحويله الى لبن )

عطيه : ماعليه ( حسنا ) وباجي بعكه (من الجلد لحفظ السمن ) تاهبين فيها السمن

اخيرا وصلت المرسيدس وقام الجميع لركوب السيارة وكان كلا منهم يحمل معه قشه اللي معه غنم واللي معه دجاج واللي معه بقرة واللي معه كهلته

المهم ركب الجميع وتحركت السيارة باتجاه مكة وكانت تستغرق الرحله اليومين بعد التغاريزوالاعطال . المهم اثناء المسير ارتطمت السيارة بمطب وتناثر كل مافي صندوق السيارة واختلط الحابل بالنابل .. وكانت الكهله صيده مع دجاجها وديك وبسبب المطب تنافرت ( تطايرت) الدجاج في كل مكان كان هناك احد القحامه وصاح : الله يخذلك ياتي (ياهذه)الكهلة انفرت (طيرت) فوقنا دجاجك .

قالت الكهلة الله يخذلك انته انا ماانفرتوها ذاعك المغزول ( السائق المتهور) نفربنا من فوق الخليج ( مجرى السيل ) وتنافرت الدجاج.

قال القحم ايوالله يخذله حتى انا انتزيت ( سقطت ) من فوق السلة ( اعلى السيارة ) واني وقعت (سقطت ) فوق غليوني ( الغليون ) واهوه انكسر،

الكهلة : المح تاعك الخسارة (انظر الى هذه الخسارة ) تتهكم عليه .

في الجانب الاخر كانت الكهلة صيده تحمل معها مذرى (زنبيل ) يحتوي على قوارير توت( قديما كانت تستخدم لحفظ السمن والعسل)مليئة

وسلة مليئة بالبيض فتناثرت في كل مكان وكلا نال نصيبه وصاح احد القحامة وش معك (ماذا بك) ياكهلة اقشبتينا ( وسختينا ) ببيضك .. الله يخذلك

قالت الكهلة شدقوك انا مانثرت البيض والقوارير ذاعك سواق الهكبة (بحثت لها عن معنى ووجدت اقرب معنى هو المهستر )

وكانت هناك كهلة معها بقرتها وعندما اكلو المطب اختل توازن البقرة وسقطت على الارض وكان هنا القحم عطية ناائم فسقطت على قدمه وصلختها فصاح اوووه ياساقيه لابارك الله فيك ولا في راعيتك .. ياشياطين انفرو بتي الكهلة وبقرتها .

قالت الكهله : الا ينفرون بك انته ماحد قلك تتسدح بيننا

عطية يتالم بسسب سقوط البقرة على قدمه وتدخل قحمو معهم وقال :

ياعيالله بي (ياويلي ) انتفخت رجلك .. ها تدري معي فكسو ( دهان فكس ) باهب (ساضع) شويه منه وادهن بها رجلك واخذ يهمز قدم عطية

عطية : اووووه بتيد يامخلوق (تمهل) اتعبتني رجليه ( المتني في قدمي )

القحم : ياولد والله لو انها طلقة

عطية : لو انها فيك ماقلتاها ( لو انك المصاب لم تقل ذلك )

المهم توقفت السيارة لحصر الاضراروالاصابات فكانت سلامات ماعدا اصابة عطية بسبب سقوط البقرة عليه وخرعة ( خوف ) الكهلة عاشة ( عائشة ) على القحم بالاضافة لتكسر البيض وقوارير الكهلة صيده

حضر السائق واخذ يعتذر .. ولكن ميييين اللي يعذره .. قاموا كلهم يلعنون ويسخصون فيه وكان مع الشلة قحم اسمه حنش ... وكان حنش رجل شراني راعي مشاكل وما صدق يلقى له مشكلة فقال :

وهو يحمل مشعابه ويقفز من مكان الى اخر( عصى غليضة من شجرالسلم لها شعبه في نهايتها) .. فكوني عليه ( افلتوني ) والله لاوطي ذي المشعاب بين عيونه

وافضخ راسه واحيل عنه الغزله (الجنان ) وقام الناس بامساك حنش بعد جهد جهيد .

قال بعض الحاضرين تعوذو من ابليس ياعيال(ياجماعه استعيذوا من الشيطان ) ماصار الا خير

قالوا صاخ الشيطان ( خسي الشيطان ) اعوذ بالله منه

المهم عاد الركاب الى السيارة اكملوا رحلتهم الى مكة وحنش ياكل بنفسه تمنى ان يضرب السائق ولكن الله فكه

وبعد ذلك وصلو بحفظ الله ورعايته وذهب كلا منهم في طريقه .

ارجو ان تعجبكم القصة واعذروني لذكر بعض الاسماء

ولكن الضرورة تتطلب ذلك

اخوكم محمد هريش... ابوسامي