وادي السيسبـــــــــــان ( وادي لقط )
أخي الزائر - اختي الزائره .. يسعدنا انضمامك لنا فقط قم با التسجيل واهلا وسهلا بك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وادي السيسبـــــــــــان ( وادي لقط )
أخي الزائر - اختي الزائره .. يسعدنا انضمامك لنا فقط قم با التسجيل واهلا وسهلا بك
وادي السيسبـــــــــــان ( وادي لقط )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الديك مايك عاش 18شهرا بعد قطع رأسه

اذهب الى الأسفل

الديك مايك عاش 18شهرا بعد قطع رأسه Empty الديك مايك عاش 18شهرا بعد قطع رأسه

مُساهمة من طرف أبو سامي الخميس 6 أكتوبر - 6:08


الديك مايك عاش 18شهرا بعد قطع رأسه Mike%202


في العاشر من شهر سبتمبر عام 1945، كان مايك، وهو إسم الديك الأبيض الوسيم، الذي لايزال يتمتع بفتوته الغضة اليانعة وهو لم يتعدى الشهر السادس من عمره بعد، يتجول في سلام وأمان مع أقربائه وأقرانه من الدجاج، وينبش في نهم وحماس تراب الحضيرة التابعة لبيت لويد وزوجته كلارا أولسن الواقع في أرياف مدينة فروتا الزراعية في الولايات المتحدة بحثاً عن قوته من الحبوب والدود والفتات، غير مدرك بالخطة الدموية المصيرية التي تحاك ضده في مطبخ البيت الذي حماه وأطعمه ورعاه منذ أن كان كتكوتاً صغيراً كقطعة قطن صفراء فقست من بيضة. تلك الخطة التي سوف تصيبه بكارثة تسجله في التاريخ وتدخله في كتاب غينيس وتطلقه في سماء المجد والشهرة ليتمرغل بريشه الحريري الناعم على ديباج سحبها فيما تبقى من عمره القصير.

وبينما مايك، ذاك الديك الباهر، يستعرض فتنته وجماله بكبرياء وتمخطر بين الدجاجات خارج البيت، كانت سيدته كلارا أولسون في تلك الأثناء في المطبخ داخل البيت تستعد لاستضافة أمها بتحضير وجبة شهية لها، إختارت أن يكون الطبق الرئيسي فيها ديك أبيض وسيم يانع لايتعدى الشهر السادس من عمره يسمى بـ مايك. فتطلب كلارا من زوجها لويد أن يذهب إلى حضيرة الدجاج ليصطاد ذاك الديك الفتى ويذبحه. فيستجيب لويد لرغبة زوجته ويحمل الفأس، وهو الأداة المفضلة للذبح عند المزارعين الأمريكيين، ويخرج ويختطف مايك من بين عشاقه وأحبائه، غير عابئ بنظرات دجاجاته المستنكرة وصيحاتهن المتكدرة، ويأخذه إلى مصطبة الذبح.

ماحدث في الدقائق التالية خلد إسم ذلك الديك في الفوكلور الريفي الأمريكي.

كان لويد يعرف أن الجزء الذي تفضله حماته من طبق الدجاج هو العنق، فلهدف التقرب إليها وإرضائها، كما جرت العادة، ولاتزال تركض، في المجتمعات البشرية عبر الأزمان تجاه الحموات، سدد فأسه بدقة ليقطع رأس الضحية مايك من أعلى الرقبة ليترك أطول جزء ممكن منها لحماته لتتلذذ به. ولكنه حين أسقط الفأس على رقبته أخطأ الهدف قليلاً، فقطع رأس مايك ولكنه أبقى جزء من أسفل المخ سالماً لايزال متصل بنخاعه الشوكي.

ظن لويد أن مايك قد فارق الحياة بعد أن بتر رأسه تماماً وفصله عن جسده، ولكنه جمد مذهولاً في مكانه يحدق فيه حين انتفض الديك من تلك الصدمة المهولة التي أصابته ووقف على رجليه يترنح بدون رأس، ومالبث بعد لحظات أن استعاد مايك توازنه ورجع إلى عادته الديكية، وكأن شيئاً لم يحدث، في محاولة فطرية لتهذيب ريشه والصياح، بدون نجاح طبعاً لعدم وجود منقار له، إذ كل ماتبقى من رأسه كان جزء صغير من مخه وأذن واحدة فقط، وظلت القصبة الهوائية وقصبة المريئ مفتوحتان فيما تبقى من عنقه، أما باقي الرأس بمنقاره وعينيه والأذن الأخرى والجزء الأكبر من المخ فكان مرمي على مصطبة الذبح تحت رجليه.

رق قلب لويد لحالة مايك الكارثية المؤلمة وأعجب بعزمه وإصراره على البقاء حياً، فقرر أن يبقيه على قيد الحياة ويُغذّيه بإسقاط الطعام والماء مباشرة في مريئه بواسطة قطارة العين. ولدهشة الجميع، أخذ مايك المسكين بالتأقلم مع وضعه المأساوي الجديد خلال أيام قصيرة، وعاد إلى روتينه اليومي الدجاجي المعهود مع بعض التعديلات في تصرفاته لتناسب ضياع رأسه، وانتشر خبره سريعاً بين الناس الذين لم يصدقوا القصة وظنوا أنها خدعة.

لتأكيد هذه الحالة العجيبة وتصديق الحادثة، أخذ لويد مايك بعدها بأسبوع إلى جامعة أوتاه ليتسنى للعلماء فحصه ويتم تسجيل الحالة رسمياً. وتوصل العلماء هناك بعد فحصه ومعاينته إلى تعزية قدرته على البقاء حياً بدون رأس إلى ماتبقى من مخه المتصل بنخاعه الشوكي، والذي بدى لهم أن ذلك الجزء المتبقي من دماغه كان كافياً لأن يُمكّن مايك من الإستمرار في الحياة والرجوع إلى عاداته المألوفة من محاولة النقر وتشذيب الريش والمشي والجلوس وأداء باقي الواظائف الحيوية التي يتحكم بها في الطيور ذلك الجزء من الجهاز العصبي.

عاش مايك، الديك الأعجوبة، بعد تلك الحادثة لسنة ونصف برقبة بدون رأس، يتناول طعامه وشرابه بواسطة القطارة برعاية سيده - وجزّاره .. لاننسى - لويد. وزاد وزنه من حوالي كيلوغرام واحد قبل الذبح إلى أكثر من ثلاثة كيلواغرامات ونصف أحرزها خلال تلك الفترة. وكان ديكاً نشيطاً متعافياً بالرغم من عدم وجود رأس له حسب أقوال صاحبه لويد الذي كان يجول به في شتى أنحاء الولايات المتحدة في عروض حققت له مايقارب من الـ 4500 دولار ذاك الوقت أو مايعادل 50000 دولار بقيمة اليوم، وامتطى لويد وزوجته به سلم المجد والشهرة حتى نشرت مجلة لايف-تايمز الأمريكية صور للمعجزة مايك حين أصدرت فيه مقالة قصيرة في أحد نسخها تجدونها هـنـا.

وفي أحد أيام شهر مارس عام 1947، خلال عودة لويد وزوجته من إحدى تلك الرحلات الإستعراضية، قررا التوقف في موتيل في الطريق لقضاء ليلة فيه للراحة قبل مواصلة العودة. وفي منتصف الليل، إستيقضا من النوم على صوت مايك وهو يختنق بشيئ دخل في قصبته لم يتمكن لويد وزوجته لسوء الحظ من إخراجه منها وإنقاذه، لأنهما نسيا إحضار الأدوات المستخدمة في تنظيف مريئ الديك وقصبته الهوائية من الشوائب. ففارق مايك الحياة تلك الليلة مختنقاً عن عمر يناهز السنتان وانتهت إحدى أغرب حالآت البقاء المسجلة تاريخياً.



أبو سامي
أبو سامي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد المساهمات : 764
الرتبه : 4
تاريخ التسجيل : 27/08/2011
الدوله : السعودية
الديك مايك عاش 18شهرا بعد قطع رأسه Jb12915568671
الديك مايك عاش 18شهرا بعد قطع رأسه 41

https://wadilaqat.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى